01‏/12‏/2008

رسالة عاجلة



من قلب الفوران

ومن دقائق الوحدة

أنسج

لا بل أرسم

رسالة عاجلة وسرية

أخيط حروفها من شراييني

وأنمقها بشعاع من مقلتي

أشبعها حزنا

ثم أغرقها

رسالة ليست كأخواتها

ففي طياتها ألف رسالة

وألف كلمة

زرعتها في رماد القلب

فلم تنبت شيئا

فزرعتها في فضاءات المنى

فلم تنبت إلا الكوابيس

أخذتها فضممتها إلي

وألصقتها على جدار الروح

فأنبتت سبع كلمات

انت

الحب

الوفاء

العطاء

الغيرة

الفراق

وأنا

وعندما جمعت كلماتي كانت

صورة ذاتي

لذلك أرسلها لك حبيبي

مع أرق أمنياتي


25‏/11‏/2008

مغلق حتى إشعار آخر

ممنوع الاقتراب
من بوابات القلب
فهو مغلق للتجديد والإصلاح
قد أعطبه طول العشق
وأزمنة الانتظار
فما عاد ينبض للبسمات
وما عاد يقبل الدعوات
نعتذر عن هذا أعزائي
فالقلب ليس من شيمه التفكير
وليس من عادته التوقف
لحظة عن المسير
ولكن سعيه الحثيث للحب
خلف فيه العديد من الثقوب
فأدركه الوقت
فما استطاع النهوض من جديد
نعتذر عن هذا أعزائي
فالقلب ليس مكانا للهو واللعب
وليس ساحة للقتال
فإن كان هنالك معركة
فرجاء الابتعاد
فكثرة الإعياء وتعاقب الغدر
قد أثر في قدرته على الإدراك
وعلى التمييز بين الحبيب
والحبيب
فعذرا ...
عودوا بعد ردح من الزمن
أولا تعودوا
لأن هذا القلب قرر أن يبق
مغلقا حتى إشعار آخر
بعد طول تفكير وعناء

لا تعجب

صدق أو لا تصدق
فأنت محور الكون
تدور أفكاري في فلكك
وتدور أحلامي حول ذاتك
وتتمحور خطاباتي
بياء المناداة الخاصة بك
مهما حاولت ومهما سعيت
أغتاب ذاتي عندما أناجيك
وأغتال روحي عندما أنتظر
عودتك
تدور حياتي في فلك رضاك
وتقوم قواعدي على أساس
ابتسامتك
رغباتك أوامري وأحلامك هواجسي
وقراءاتك أفكاري
وأفكارك تعاليمي
وأحزانك ميتمي
ومرضك فرصة لطعني بخنجر الغدر
لا تظن أن هذا كثير عليك
إن قلت لك
أن الأكوان كلها
أنت محورها
لأنك سيدي
وأنا سيدة هذا الكون
فلا تعجب

20‏/11‏/2008

رواية

على قارعة الطريق
ريحانة
تبث أريجها كلما هب نسيم
البحر
تتمايل زهراتها
معلنة ابتداء الليل
هذا الزائر اليومي
لتفاصيل حياتي المنفية
يشبعها بلون واحد
مهما حاولت محوه
يبقى هناك معلنا انتصاره
تبدأ أول خطواتي في العتمة
بكابوس أراه للمرة المئة
وبكوب من القهوة
هو ذاته منذ عشرين عاما
وتفاصيل صغيرة من قصاصات
الجرائد
وأخبار عن هموم الشعوب
ومآسي الإنسانية
وتنساب الصور
من فتحات الشباك
كهبات باردة مثلجة
يقشعر لها بدني لحظة
ثم ما ألبث أن أدفأ
بجوار رواية
بدأت
ولكن خاتمتها ليست قريبة
لأن الرواية من تأليفي
ومن بطولة الحب
فكيف للحب أن يكون خاتمة !!

لاتقف أبدا ...

في زمن تعذر فيه الوفاء
وقلت فيه الحيلة
وتنامت على منابته
أشواك القهر
وترعرعت بجنباته
حشائش الظلم
تأتي كما الحلم
كما السحاب في أواخر أيلول
مبشرا ونذيرا
تتعال في سمائك وتترفع
لا غروراولا مجونا
ولكن ترفعا عن الصغائر
تتهادى بين أقرانك
ليس كمثلك أحد
وترنو الى كتابك
كمن يغازل الحبيب
عرفتك صديقا وعرفتك صدوقا
لكنني لم أعرفك أكثر
كإنسان
أصابته سهام الجهل في مقتل
وطعنته حروب الغدر
فأفقدته الرشد والصواب
ترفق بذاتك يا معذبي
فليس بعد الفراق
إلا الفراق
فلا الزمان يدرك الوقت
ولا الوقت يدرك المكان
فلا تقف أبداعلى قارعة الأزمان

18‏/11‏/2008

أخطائي

زدني من هذا الغرام ما استطعت
فما حياتي إلا ومضة
وأعدني الى البدايات
حيث كانت الحياة في بدايتها
أعدني الى طفولة تناهت الى مسامعي
تنهبداتها
وصرخاتها
وصخبها
أعدني الى مدرسة ما تعودت أبدا
أن أحفظ طريقها
وأحفظ أنشودتها
أعدني الى ساحة كنت أجري فيها
خلف فراشة كنت أظنها صديقتي
تبتعد عني لتزور نورا منبعثا من نافذتي
وعندما حاولت التقاطها
احترقت
أعدني الى زهرة زرعتها بباب البيت
وأسقيتها وأسقيتها
حتى غمرها الماء
ظنا مني "هكذا يكون"
لكنها بعد يومين
ماتت
أعدني الى بيارة كانت تشرف على نهر
نهر صنعه والدي بمهارة رسام
صاغ حدوده ورسم حوافه
وعندما فتح القناة لينساب الماء إليها
جلست لا أفهم كيف لا يجف النهر ولا يفيض
وعندما أعلنني مسؤولة عنه
فتحت النهر لأسبوع
ففاض
وغرقت البيارة
أعدني الى أخطائي
لأنني عندما كبرت
لم تكبر أخطائي معي
بل رحلت

13‏/11‏/2008

الموت ...!!

أيها الموت
كم اقتربنا من التلاق !
أهو الخوف !
ورهبة اللقاء !
أم نزعة الحياة الى الحياة
حلمت بك طويلا
في سواد الليالي
وتمنيت لقياك
في عتمة الأيام
وأحيانا ...
أكفر بك ولا أصدق وجودك
ادعاءا مني
ورغبة في الخلود
كيف سيكون اللقاء !
وهل سأدعي البطولة في
لحظة ألم !
لن تكون الشكوى ... رحيلي
ولكن رحيل من أحب عن عيوني
فعندما يغمض هذا الجفن
لن أراهم ثانية
ولكن هل سيرونني !
في أحلامهم .. في خيالاتهم !
أم أنني سأرحل معك
ولن يبق مني
لا جسد
ولا ذكرى!!
فقط ...
امرأة عبرت الى الشط الآخر
ونسيت أن تترك آثار
أقدامها

12‏/11‏/2008

ظل شارد

تتبعني الذكريات
كظل شارد عن صاحبه
أرمقها بطرف العين
فتهرب خوفا
لعلني سأزيل الستار عن خجلها
عن كبريائها
فأرى الدموع مسكوبة
وأرى الصور الباهتة
التي مازالت تحتفظ برائحة العشق
وطعم الحب في ساعة الذروة
تتهافت الصور على الرحيل
وأتهافت لالتقطها
لعلني في لحظة صمت
أودعها الأبدية
وأبقيها صامدة نحو الخلود
أيها الظل هلا توقفت قليلا !!
دعني أحبسك في لحظة من الزمن .. اشتهيها
لعل وعسى ...
تعود
وأعود إليك
ونبق هناك الى الأبد
كما كنا دائما
إنسانة وظلها
الذي لم يرحل بعد
ولن يرحل أبدا
توقف لحظة
علني أعلنها ساعة الخلود

28‏/10‏/2008

يا سنبلتي

يا سنبلة ملأت الوادي سنابل أمطرني بوابل من القبل
حتى أغيب لحظات عن هذه الدنيا التي تمطرها القنابل بوابل من الموت والظلم
أعرني صدرك قليلا حتى أغفو على وقع نبضات قلبك
فأنسى وقع خطواتي في الزحام
دعني أتوسد يديك وأعيد رسم أزماني بين مقلتيك
لعلك عندما تصحو تراني أو لا تراني
لنكمل سوية رسم لوحة الموناليزا فهي ينقصها الكثير الكثير
ينقصها رائحة الجسد المنهك المبلل بالعرق
وينقصها ألوان الواقع وخطوط الزمن الذي يحوينا
فنحن من أعاد رسم تاريخ العشق وليالي السهر
وقدرنا كيف يكون المجون في لحظة الانتشاء
وكيف يكون الجنون في لحظة الاغماء
وكيف أن الله يعرف لحظة الخلود
يا سنبلة ملأت الوادي سنابل أمطرني بوابل من القبل
حتى ارتوي بعد عطش سنين وسنين
ودعني انكسر بيت ذراعيك لتعيد صياغتي وتركيبي كيفما شئت
فأنا طوع البنان في لحظة الهوى
فلن أكترث لموتي أو رحيلي إلا إذا أعلنت بدء حياتي
فعندها وعندها فقط
أعشق كل نفس يصدر عني
وأعشق حياتي
يا سنبلتي

بلا ماض

كيف أصبحت بلا ماض
سقطت كورقة الخريف
مبتلة
تحملني الريح
أتهادى بين الأغصان
تكسوني الأساطير
ويعلوني الضباب
أتخبط في ذاكرتي
وأرحل في الفراغ
كرقعة شطرنج هي حياتي
لكن كل الرقعة
بيضاء
أغرز كفي في التراب
علني ألامس الماضي
علي ألامس حقيقتي
لكن سحابة صيف
قد عجلت في رحيلي
فرحلت
وأصبحت بلا ماض

26‏/10‏/2008

صباح آخر

في صباح آخر
تطلين من النافذة الأخرى
وتسرقين كل أفكاري
ارتشف الصباح رويدا رويدا
علني إذا انتظرت
أعدت لي مسائي
أسابق الزمن منك ولك
ربما لأنني أسابق ذاتي
فحنين الذكريات
يصيبني بالألم
يصيبني بالشلل
ولا يكفر عني أخطائي
فربما في صباح آخر
أراك ولا ترينني
فأصبح بلا ماض
بلا أفكار
وتصبحين حلما من خير
فترحل ذكرياتنا
الى صباح آخر

تتحدى أنوثتي

تتحدى أنوثتي
بطاغوت رجل عابر
رسم فوق ضريحي يوما
كلمة
لا أذكرها
وسقى نرجسة أورقت
فوق أوردتي
وصنع من شراييني حبلا
لفه حول عنقي
فكان موتي .. سقوطا مذهلا
نحو الحياة
تتحدى أنوثتي
بكبرياء رجل حديدي
شرب من قلوب العذارى
وما ارتوى
وجلس فوق رؤوسهن
يبكي حبا رحل
وسقط مغشيا عليه
من قبلات وعناق
فلا تتوقف
لأن أنوثتي
أصعب من الذكرى
وأتعس من الرحيل
لا تتوقف
لأن أنوثتي
أصابها العطب
منذ رحيل أول فجر
كنا فيه سوية
وكنت فيه رجلا
فلا تتوقف
يا أيها المتحدي لأنوثتي
قد سبق السيف العزل
وقد سبقت أنوثتي
رجولتك
فلا تتوقف
وتحدى كما تشاء
لأنه لم يبق في الحياة
إلا أنا
ولم يبق في الموت
إلا أنت
فلا تتوقف

23‏/10‏/2008

لأنك أكثر ....

يا من ملكت الفؤاد

وأسهبت في الفيضان

تربعت على عروش الملك

كالالهة أنت

تزورني في حمى أحلامي

وفي فيض كوابيسي

فانتفض مرتعدا

كأن أناملك لامست

ما لامست

تمتد عيناي لطرف الكون

فأراك تقبعين هناك

بين الحرف والكلمة

بين القلب والنبضة

بين العين والرؤيا

ممتدة أنت

بعيدة أنت

وكلما زرتني في مصابي

أو في كياني

أحبك أكثر

لأنك أكثر

لنصلي للنهايات

كيف تكون البدايات
على قطعة خشب
حفرت الأحرف الأولى
وعلى طرف النهر
حجر
يحمل الحروف الأولى
زفوق السحاب
طبور
تحمل الحروف الأولى
وتحت المقعد
ورقة خريف
تحمل الحروف الأولى
في البداية كان الرب
وفي النهاية سيكون الرب
وما بينهما
يحمل الحروف الأولى
هكذا تكون البدايات
وهكذا يحفر جذع الشجرة
وهكذا يبق الرب
ونشعل الموقد
بنفس جذع الشجرة
لنصلي للنهايات

كان رجلا عاديا

تتدفق أشعة الشمس عبر الزجاج
لترمي بدفئها في أحضان المتعبين
وتتعالى أصوات الرياح المندفعة من أطراف النافذة
التي لا يمكن أبدا إحكام إغلاقها
تماما ككل قضايانا العالقة التي لا نحكم إغلاق ملفاتها
في زاوية شبه مظلمة
يقبع فؤاد أحد المنسيين
الذي تجاوزه الزمن منذ دهر
يزيح راسه ذات اليمين وذات اليسار
كمن يبحث عن صورة اختزلتها الذاكرة
على هيئة لوحة مجسدة ثلاثية الأبعاد
يعض على شفتيه كمن يتذكر فقيدا
أو ذكرى مؤلمة تبعث على الشقاء
تلتف ساقه اليمنى على اليسرى
ويداه معقوفتان على ذلك الفؤاد
يخشى أن يقفز من صدره هاربا نحو المجهول
أو ربما المعلوم
حرارة الشمس لم تصل بعد
ولم تدفء زاوية الانتظار
والبرودة تلعق أطراف الفؤاد المحطم
كان رجلا عادي
ايعيش في زمن الأماني
ويرتضي بالأحلام مهربا من واقعه
يبتسم لها كأنها الحقيقة
ويؤمن أن يوما ما ستتحقق
وأن غدا دائما أفضل من اليوم وأمس

29‏/08‏/2008

الخطيئة الأولى ....

كم هو جميل أن تعلمني الحب
وأبجديات العشق
كم جميل أن أخطو معك
أولى خطواتي في الخطيئة الإنسانية
تذوبنا رياح الأشواق
فنذوي كقطعة جمر
أعلنت انتهاء مفعولها
نسرق من هذا العالم خرائطنا الخاصة
ونعلن استقلال مدينتنا
مدينتنا التي لم تشبع من الحب
دعني أضع بين يديك أعاصيري وبراكيني
لعلني بعدها أرنو الى سكون الليل
وعنفوان الصمت
دعني أعيد مزج مشاعري ما بين الركود والفوران
علني أسجل حالة مناخية نادرة
تسبق الزلازل في هياجها
دعني انتفض كعصفور بلله المطر
وغطني براحة يديك لأعيد الدفء الى الفؤاد
الذي نسي خالقه لحظة تشكله
دعني أعلن عن التوبة
فأنا لم أخطئ أبدا عندما أعلنتك قبلتي
وأنت مسراي وإسرائي
وأنت وجهتي أينما توجهت
فاغفر لي يا ربي أني لا أعرف قبلة أخرى
غير وجه حبيبي
ولا أعرف مدينة غير مدينتنا
ولا أعرف إلا حدود أجسادنا وأرواحنا
فاغفر لي يا ربي خطيئتي الأولى والأخيرة
فأنا لن أتوقف يوما عن وصال حبيبي
ولتسقط ورقة التوت الأخيرة

28‏/07‏/2008

ساعة لقاء ..

كتباشير الصبح أنت
وهجك ووجهك
أطياف على الموج
صور وخيالات
تدعوني للبقاء
خرير الماء يغريني
كأنفاسك
وتدافع الموج يبقيني
كإحساسك
قد حملت ذكرياتي
وألقيت بها في غياهب النوى
وأصداف البحرتناجيني
ما عدت أذكر هذا المكان
ما عدت أراه
فقد غابت الصور
وتناثرت الألوان
على صفحات اللقاء
وفي انتظار
وانتظار
ما زلت أقف على حافة الانهيار
فارحم انتظاري
واخرج من اللج
كمارد
ما هزه إعصار
كأسطورة البقاء
وكحلم أنشده
تحول حقيقة
ساعة غروب

27‏/07‏/2008

لا تسأل ..

(1)
بنينا الحلم
قطرة قطرة
من دمائنا
ومن نفسنا
ومن عرق تقاطر على أرجلنا
نظرنا الى السماء
في لحظات الوداعة
وفي لحظات السمو
وانتظرنا أن يكتمل هذا الحلم
(2)
أتأتيني بعد رحيل العمر
أتأتيني بعد رحيل الحلم
أتأتيني بعد أن شاب دهري وشرب من عمري
أهكذا كان الحلم !
أم كابوسا كان !
لماذا الآن !
بعد أن غبت عن خاطري
وبعد أن نسيت ماضي وحاضري
لماذا الآن!
(3)
أقواس قزح أعطيناها ألوانها
من ابتساماتنا
وزهر اللوز تفتح
على ضحكاتنا
والماء الزلال لم يكن أعذب
من قبلاتنا
وليال السمر سكرناه عشقا
في رحلاتنا
ونجوم الليل وقمره طربوا
من ترتيلاتنا
فلماذا الآن!
(4)
ما كان قد كان
ولن يكون أبدا
كما كان
فلا تتوسل
ولا ترجو
ولا تحاول
فالكون لم يولد إلا مرة
والرحيل لن يكون إلا مرة
والعمر لن يصبح إلا مرة
وهذه المرة
لن يكون معك
فلا تسأل

22‏/07‏/2008

لا ترحل


تعال واقترب
وخذني إليك
وردة
عطرا
وقهوة صباحية
اسكبني على معصميك واتركني انساب
لا تبتعد الآن
فكل الدنيا هنا
وحياتي ابتدأت
وانتهت
ها هنا
اعتصرني حبيبي
واترك جهل العالمين
واترك خيار الحزن
فأنا الآن لك وحدك
دع عنك البرد
واسترح
في دفء أحضاني
واترك عنك الهم
واسترح
في حنايا القلب الجاني
ليست وردة على الخدود
وليس خجلا
تراها
بل نشوة وحبا وعشقا
وتدفق الدماء
الى مبتغاها
أصلي
أن لا يطلع الصباح
وأبقى بين الجنان
لأسمع الخفقان
وتسارع الأنفاس
وسباق العقل والقلب
دعني في روعتي
ولكن لا ترحل
واجلس أحدثك
عن خفقاتي
وعن ارتعاشة الجسد
وعن غياب العقل
عن ينابيع الصفا
دعني لا اسكت هذه الليلة ابدا
فقد مللت من الصمت
ولقد ملني
فها أنا أعلنها لك حبيبي
لك وحدك
لك وحدك
فلا ترحل
ودع الصباح لغيرنا
فنحن لم ينتهي ليلنا

21‏/07‏/2008

رسالة أخرى من حبيبي .......



عندما واصلت كرة الشمس تدحرجها من كبد السماء حتى انزلقت من خلف الجبل
صارت عتمة الغروب أشد وطأة
وبدأ الزمان بالانحسار والنفوس تهرب من ذاتها،
والحب يتساقط كبرتقال حزيران والقيم تتشقق كصحراء عطشى وتعري فينا الضياع
وكان الجمال يحتضر والكلمات تائهة بين تعاريج هذا الكون الجديد، حتى انسحقت
تحت عجلات هذا العصر السريعة.
كنت آخر جسر يصل الى ضفة العشق الأصيل،
وجزائر نور تتبدد على شطآنها عتمة هذا البحر الصاخب
فيغني كنهر منساب على خطوط كفيك
ناعما مرددا ترانيم اله الخصب حين كان ملكا على وادي القرنفل
فأسأل في انزواء الروح :
هل أنت إلهة الخصب؟
أم وادي القرنفل ؟
فيأتي الجواب منبجسا من ركن بيت عتيق،
ومبتلا بريق كخمرة مجنونة تتردد أصداؤه
في جنبات قلب مزدحم تلاطمت على حوافه
موجات الأمل وتوافدت عليها أسراب النوارس: حبيبي عندما يطول الليل وتتأخر نجمة الشمال،
نحن الى الشمس كي تحرر دفئها من مخبئه القديم ..
فتهبط قطعة من سماء إبريل زرقاء صافية
وتكون رداء لروحي ونسيجا لغد قادم تنبعث من خلاياه ألوان الفرح،
وينبجس من حناياه معنى للحياة.
وهنالك تطبق الشفاه مجنونة على بوابة القلب ويكون حبا رائعا

وتكوني خلود

عربيـــة سمـــراء


( رسالة من الحبيب )

عندما كانت جبال الجليد تقطع سلاسل المرساة والليل يمتد ويخفي في تجاويفه استغاثات الغريق والموج الصاخب يتطاول على سارية الروح ليطفئ نارها
كان الوقت بليدا واللحظات خالية من اللحظات والصحراء تدفن في رمالها الموت أنينا أنينا والقلب يتسرب من مسامات الروح حتى اختفى الاثنان
كان السقوط رخيصا
وخرائط الأوطان تصغر وتضمحل وتذوب في معادلة الاستهلاك ومجانية الموت وعبقرية الانتحار ....وكانت العصافير مجهدة بحبات المطر وتفتش عن شجيرات تنقش على أغصانها ذكريات الألم
ولكن القحط طوقت يداه أعناق البساتين
وقبضة الريح تدك أسوار المدينة وقد لفها الضباب وكانت وجوه البيوت متعبة يبللها عرق السنين
وتجاعيد الزمن .....
وبينما جلس القلب على مقعد النسيان ينتظر الحافلة
كان يشهد البدر والمحاق والعرجون القديم وزهر اللوز وحصار آب وتمزق الغيم في تشرين
ويشتهي خمرة معصورة من شفاه الفجر
ليغسل بها آثام الليل وشبق العيون
كنت كما قيثارة تتنهد
وشهية كتفاحة متألقة كنجمة تهتدي بها قوافل المسافات الطويلة
لم يكن في الليل سوى عيناك تشعل دفئه دمعات سالت كما نهر الحقيقة
ولم يكن في زمن الحزن إلا رموشك يبلهما ندى من الفرح العتيق ....فالتحفتهما ونمتو
غبت في غياهب الحلم وسحبت ذاكرتي من تحت مقصلة هذا العصر الجديد وسرت في زحمة الرصيف
ملوحا بالقلب في وجه الشمس ولا أرى سواك
الحقيقة في زمن التزييف
الخلود في شوارع مؤقته
ومئذنة ماء في امتداد السراب
عربية سمراء
عربية سمراء
تخبئ في عيونها الوطن
في عالم تتبدل فيه الخرائط

20‏/07‏/2008

ذكريات ... راحلة

كيف تبدأ الذكريات بالرحيل !!
رويدا رويدا
تنساب كماء النهر ساعة أصيل
تترقرق .. تتباعد ... وتتناثر
مبعثرة هي الصوريكتنفها الغموض
كأنني عرفتك يوما !
في حياة قبل أو بعد هذه التي أعرف
ضبابية هي الذكرى
ولكن الشعور أقوى في الوجدان
رائحة هذا الجسدأعرفها جيدا
خبرتها سابقا في غمرة أحزاني
تتلاش ... كما كل شيء
كعادتي مع الألوان
القلم ما عاد يرسم لي خارطة طريقي
والحبر قد جف بعد أن جفت دموعي
نظرة في الفراغ
وتأمل صارخ في اللاشيء
يشدني
يبهرني
يأسرني
كأنني عالقة بين السماء والأرض
لا أرنو لسحابة ولا أدنو من جبل
لعل القدر قد كتب لي يوما
أن لا قدر لمن هم غرقى في الأوهام
أن لا قدر لمن هم جوعى للأحلام
أن لا قدر لمن هم راحلون دون ذكرياته
مفبئسا للذكريات
قد أخذت قدري معها في الرحيل والتلاشي
بئسا لها

ذلك الوجه الذي أهوى


(1)

ذلك الوجه الذي أهوى
وأتقلب في عشقه وأذوب
يهم بالرحيل دون إذن
ويكاد أن يوغل ضائعا
بين الدروب

تتقلب في هواك غدرا
وتمارس إرهابي
وتجتاح سواحلي عنوة
وتقتحم أسواري قسرا
وتسكت أنيني
وأنا أتلوى فوق الجمر
حية وحية
حتى أداري لهيبي
ويصرخ الفؤاد منتفض
األا يكفيك تعذيبي ؟؟؟؟
ذلك الوجه الذي أهوى
رحل يوما دون إذن
وتحولت حياتي حينها الى مأتم دون ميت
وبكيت على صدر الزمان
أشجاني
وآهاتي
وانت تنشد رجولتك
وأنا أنشد أنوثتي
وانتصرت في لحظة غضب
وصمتُّ أنا للأبد
وكان انكساري
بين الرضوخ والتحدي
فكيف لا تكون ابدا كما تكون!!
بين أهلك وأقرانك
أهكذا الرجل في حياتنا !!
وجه للأنثى
ووجه للرجل !!

(2)

تقلبات
كل يوم هو في شأن
ذلك الوجه الذي أهوى
تقاسيمه قاسية
قليل الكلام وحاد الطباع
ولكنه يبقى دائما
الوجه الذي أهوى
تتوارى أدمعي خلف قناع من البسمات
وخلف ضحكات تعلوها أنات
واستكين أحيانا لرؤية وجهه الصامت
نادر العبرات
تتراءى لي الصورمشاهد من ذكريات
وتعلو أصوات الهوى
فأصرخ
ذلك الوجه الذي أهوى
يتقلب كالهواءعليلا حينا
وعاصفا أحيان
مترددا حينا
وجازما أحيان
وأنا بين هذا وذاك
أعشق ذلك الوجه
ارقص على ألحان همسه
وارقص أحيانا من فزع
واترقب وجهي في المرآة
فأرى الزمن جاثما هناك
وأحاور ذاتي
ولكني أعلم نهاية واحدة
عند الوجه الذي أهوى

ما أشقاني ....


بعيد الوصول وقبيل الرحيل
تعلمت فنون العشق الأزلية
تعلمت أن الأقدار نخطها كما نشاء
وأول الرحيل خطوة الابتداء
تناوبت دموعنا بين السلام والكلام
بين الهمس والصمت
فكانت ليالينا أشبه بليال الشتاء
باردة حالكة السواد
ينخر في العظم نسيمها
فنبيت في حضن الشقاء
نقتات على سويعات من الدهشة
ونركن الى الهدوء
بعد يوم من عشق جليدي
كيف تكون الأشياء مقيتة الى هذا الحد !!!
ومتى ينزاح عن وجوهنا كل هذا البرد !!!
فوق الياسمين نخطو دون وعي منا
ونزرع بارتجال شوك وصبار
وندعي شهامة الفكرة
وصواب القرار
فهل يكون الكون قد اتسع دون علمنا
حتى بات يصل بجناحيه
ويمتد الى الما لانهاية
وبتنا في قطبي الكون
نجلس ونتحاور
نسقط حيناً
وحينا آخر نعد الكواكب
ونلتقط النجوم
ونغني بأعلى صوتنا
كي تتبدد الغيوم
بورك الكون الذي يمتد بيننا جسرا
وبورك الكون الذي يمتد بيننا فراغا
وبورك صوت المطر
وهو يخبّئ صدى صوتنا في حباته
ويحمينا من الخطر

كم أحن الى ...


كم أحن الى صدرك
يحويني
وقلبك ينبض قرب جبيني
ورذاذ ماء ينساب من مقلتيك
فيرويني
كم أحن لأن أصرخ
وأحطم
وارتعش غضبا
فتلامس يدك وجهي
فتكفيني
كم أحن الى بكاء مرير
وعويل طويل
ودموع تسكب
وقلب ينتفض
وجرح يئن
فأرى بريق عينيك
فتحييني
كم أحن الى مساء مهاجر
بين قبلة وعناق
بين لوعة وأشواق
بين حنين ورغبة
وبين توسلات وعثرات
فأسمع كلامك
فتغنيني
كم أحن الى سماء بلا قمر
وليل بلا سهر
وحب بلا قهر
وطبيعة بلا بشر
وواحة بلا شجر
فتكون لي ظلا وقمر
اوتختزل في نورك
كل البشر
فتحميني
كم أحن إلى ليالينا ونهاراتنا
الى عزوفنا واقترابنا
إلى رحيلنا وابتعادنا
عن هم ليس لنا
وأصبح بين يوم وليلة
هو همنا
فابكيك
وتبكيني

لا أعرف لماذا ..!

أكتب لأن شيئا ما يدعوني لذلك، دون رغبة مني ودون شعور بالحاجة ..أكتب لأن الصفحة بيضاء وما عهدتها كذلك وما أحببتها أيضا كذلك .. أعشق نقش الحروف على الورق وأعشق تشرب الورق للحبر .. رائحة الحبر المبلل بالعرق نثير في ذكريات كثيرة .. لا أود الحديث عنها حاليا، ربما في أعوام لاحقة.
الحنين الى القلم كبير ولكنه ليس قويا كفاية ليعيدني إليه صاغرة باكية راغبة في احتضانه والخوض في معمان فوضاه التي يتركها على الأوراق .. ليس قويا بما فيه الكفاية ليشدني الى دنياه المليئة باسرار الكلمات والمعجزات
لكنني الآن أكتب ولا أعرف السر في هذه الكتابة غير المترابطة وغير المفهومة ..

عشق التفاصيل

لا أعرف الكتابة عندما أكون قادرة على الفرح ...
فالحزن هو الذي يبعث الكلمات من قواريرها
ويندي صفحاتي البيضاء بعيق العشق ...
الحزن الدفين الآسر يعرف كيف يهرب من وجه القدر ليحط على اللوحة ألوانه المبعثرة ...
تقتلني ماهية الأشياء .. عبقها .. رائحتها ... تزكم أنفي حد النفور .. حد الجنون ...
لا أعرف لماذا أحاول دائما سبر غور الأعماق .. ومعرفة التفاصيل !
بل تفاصيل التفاصيل !
أعشقها .. تثيرني ... تبعثني من جديد
أحيانا أكره ذاتي لشدة وكثرة التفاصيل، لا يهمني العنوان ولا القائل ولكن يهمني ماذا يقول ولماذا وكيف !!
يهمني أن أعرف أكثر عن شيء أقل
عن كلمة واحدة لها آلاف المعاني
أحمل المعاني أكثر مما تحتمل رغبة مني وأمنية في أن تكون كذلك
عندما استنشق رائحة الحبر المخضرم على أوراق باليه ... ارسم صورا في مخيلتي ..
للقائل ... لتعابير وجهه ... للغة جسده الماثل أمامي ...
أفكر مليا في شعوره .. في أحلامه .. وأمنياته
في العرق المنساب على جبينه
أمعن النظر على أر صور مخيلته
وأحلامه تتجسد ... تبوح بكل ما هو جارح وقاتل
تبوح بكل ما هو محرم ومرغوب
تبوح بأسراره ودواخله
أركز باهتمام أكبر وأشد على يدي وأسناني ... علني أركز على الصورة أكثر
فأرى أبعد مما يرى
لكن الغمامة السوداء لا تلبث أن تقف حاجزا أمامي
فانصاع لرغبتها في العودة الى أصل الأشياء ورائحتها
وأجلس ... بعد تعب
أتهافت وأترنح وأرقب الأضواء الخافتة
وعندها فقط أعلم تماما إنني أعلم
إنني قد عرفت كل التفاصيل لأنها ها هنا ...
محفورة في الذاكرة ... منحوتة
وأراها ممتدة أمامي كشريط مصور
أتيقن بعدها أنني قد بلغت مناي وعرفت كل شيء

19‏/07‏/2008

تلون ... تلون

تلـــون ... تلـــون
تلون يا عزيزي
فما عاد الحب كما كان
وما عدت أنت كما كنت
تلون .... تلون
فالألوان تحتار معي
تواسيني
وتؤلمني
وأنا شاكرة لك
أراك يوما
تذرف دموع الشوق
وفي محياك الألم
وفي يوم آخر
ساحر النساء أنت
أسطورتهن الأزلية
وسيم أنت يا بطل
وجريء بلا خجل
ولكني أكره ألوانك
أكره طغيانك
تلون ... تلون
فما عاد شيء يعنيني
غير مساء بلا قمر
وحياة بلا وتر
وعيون بلا بصر
تلون ... تلون
فأنت فقت الحرباء روعة
وفقت النفاق نفاقا
وما أجمل الألوان
إلا ألوانك أنت
تدعي البراءة
وأني أظن
تدعي الخجل
وأني أشك
لا تدعي يا حبيبي
فقلب الحبيبة لا يكذب
وشعور المرأة لا ينضب
وغريزتي أقوى من ألوانك
مجتمعة
فتلون كما تريد
لأنني ما عدت أريد
غير اللون الأوحد
تلون ... تلون

امسك يدي

أمســـــك يـــدي

(1)

أهكذا الدنيا تراءت لي !!
مهزوزة متعرجة التضاريس
لا تقف أبدا
نقاط من النورتلفني وترقص حولي
وكأن الدنيا تفرح بي
وتتمايل طربا
أمسك يدي
فأنا أسقط نحو هاوية الضياع
نحو بوادر الانقطاع
عن عالم ما عاد يعنيني
عن عوالم ما عادت تغنيني
عن حياة كانت لغيري
وأصبحت لغيري
امسك يدي

فأنا ريشة في مهب الريح
تتناقلني أخبار عاجلة
بين تصريح وتصريح
أعاني وأعاني
امسك يدي

فما عادت الألوان تفهمني
وزرقة البحر تلاشت
والطيور المهاجرة ابتعدت وغابت
وعيوني ما زالت ترقص
فامسك يدي

زائغة البصر أنا
متعبة
منهكة
الدهر أضناني بشوقي
وابكاني بقهري
وتول إذلالي
فامسك بيدي

يا أبت هلا تعو
ديا أمي هلا تبكيني
يا أخي هلا تنجدني
من منكم يعلم مصيري
بين أنقاض وبين أكوا
ممن ورق من عرق
من دم ومن ماء
فامسك بيدي

فأنا ما زلت أنا
وأنت ما زلت أنت
والعالم تغير كما تغير العالم

(2)

لا تعجب
فالقمر رحل الى غير رجعة
وليالينا ما عادت تضيء كما كانت دائما
وسقطت الأقنعة
وسقطت روحي
امسك يدي مرة أخرى
لعلني استيقظ
أو ارحل
أو أغيب
في بيادر القمح
وتحت أشجار اللوز
وفي البساتين
وعمق البحار
امسك يدي مرة أخرى
حتى لا أغيب
عن ذاكرة الأجيال
عن أجندة الرجال
عن الأقلام
وعن الصور
عن الذكريات
وعن الهمسات
امسك يدي مرة أخرى
فربما أعود إليك
كما كنت يوما
شهية
بهية
معدية بحبي وجنوني
معدية بصمتي وسكوني
قاتلة
عاشقة
امسك يدي مرة أخرى
حتى يتدفق الدم في عروقي
وأشهق مرة أخيرة
وأحس بالهواء
يهز وجداني
وتقاسيم وجهي
تعبر عن كياني
فأكون لك مرة أخرى
حلاوة اللقاء
وشقاوة المساء
وإطلالة الفجر الجديد
فلا ترحل وابق
وامسك يدي مرة أخرى

لا تسقطني من يدك

لا تسقطني من يدك

تخنقك العبرات
والألام والحسرات
تريد وصالي
وحبا من الجفا خالي
تتغنى بعيوني ليلة
وتغفو تحت أجفاني
تريدني حرة
عذبة
شهية
تريدني كما تريدني
فلا تسقطني من يدك

فأنا أريد نفسي كما أريدها
غامضة
ساحرة
متألقة
غائبة
عنيدة
جائرة
فلا تقل لي كفي ولا تبكي عنادي
دع عنك الأساطير
فأنا لست ليلى وأنت لست مجنوني
فلا تسقطني من يدك

خذني بعيدا في الأفق
خلف نجمة الشمال
دعنا نرحل عن الدنيا
في وهدة الترحال
ونغفو على وسادة من ماء
ونصحو على نسيم من مساء
تعال نرقص سوية
نغني
ونرقب طيور القطى والحجل
في هجرتها نحو الفضاء
ودعني كما أنا
كما أنا أريد
فأنا لست دمية
ولست أسيرة
فأنا من أكون
فلا تسقطني من يدك

حتى أكون كما تريد
كما تشتهي
مسقطة الإحساس
خالية من الغيرة
قابعة في جحري
عديمة الصمت
قتيلة الجوى
حائرة الذهن
منتظرة
ومنتظرة
لا تسقطني من يدك
لا تسقطني من يدك
فأنا أنثى

آخر الليل ....

آخـــــــر الليــــــــــــل

وبعيد المساء تتألق نجومك الساهرة
وتتحدى عيونك الحائرة
تخيلاتي
وهمهماتي
أتنفس على عجل
وأمشي على وجل
ويحتار فكري
ويحتار قلبي
فهذا يريد وهذا لا يريد
تتصاعد آهاتي
تضيق بي أنفاسي
تتلاحق وتتزاحم
وأنت ترتقب وتراقب
علك ترى بصيص أملأ
و جذوة تصطلي بها
ليتألق وجهك من جديد
وتتراءى لك صور العيد
واستكين أنا
وترتاح أنت
أمضي أنا
وتأتي أنت
وأنسى أن كلانا كان له عيد
وتنسى أن كلانا كان له عيد

أنثى شرقية .... أنا

أنثى شرقية ..... أنـــــــــا

نعم يا حبيبي نعم
أنا إمرأةٌ ،، شرقية
وأنثى ،، شقية
لا تسلّيني كلماتك
ولا تريحيني عبراتك
كلما دنوت مني
شممت رائحتها بين أكمامك
وعبق الزهور خاصتها
يفوح من أنفاسك
لا تدعي الرحمة بي
فأنت لست بعاشق
ولا تكتب اسمي على مغلفات الزمن
فأنت لست سوى خائن
أسقطت حروف اسمك من قلبي
ورفعت أقلامي الدامية
وتشهدت
سأبقى كما كنت أبدا
أنثىشرقية
وشقية

لن تخذلني مرة أخرى
ولن أبكي على بكائك
فأنا لست كما تظنني
أسامح أو أغفر
فأنا لا أغفروأنا لا أسامح
فأنا أنثى شرقية
سأحبس أنفاسي
إن تنفسّتُ عبيرك
وسأرمي بقلبي في الهاوية
إن تراءت لي صورتك
وسأعيد صياغة التاريخ بدونك
وسأبقى دائما أنثى شرقية
لن أصرخ ولن أستغيث
فأنا من علمت الهوى الحروف الأبجدية
ولن اعترف بالهزيمة
فأنا من منح النصر وساما
ولن يكون لك مني سوى تمثال من جليد
تسترح في ظله البليد
فترحل عن دنياي
أما أنا فسأبقى ابد الدهر
أنثى
شرقية
وشقية
وفلسطينية

  الروح الغاضبة للتنين