23‏/10‏/2008

كان رجلا عاديا

تتدفق أشعة الشمس عبر الزجاج
لترمي بدفئها في أحضان المتعبين
وتتعالى أصوات الرياح المندفعة من أطراف النافذة
التي لا يمكن أبدا إحكام إغلاقها
تماما ككل قضايانا العالقة التي لا نحكم إغلاق ملفاتها
في زاوية شبه مظلمة
يقبع فؤاد أحد المنسيين
الذي تجاوزه الزمن منذ دهر
يزيح راسه ذات اليمين وذات اليسار
كمن يبحث عن صورة اختزلتها الذاكرة
على هيئة لوحة مجسدة ثلاثية الأبعاد
يعض على شفتيه كمن يتذكر فقيدا
أو ذكرى مؤلمة تبعث على الشقاء
تلتف ساقه اليمنى على اليسرى
ويداه معقوفتان على ذلك الفؤاد
يخشى أن يقفز من صدره هاربا نحو المجهول
أو ربما المعلوم
حرارة الشمس لم تصل بعد
ولم تدفء زاوية الانتظار
والبرودة تلعق أطراف الفؤاد المحطم
كان رجلا عادي
ايعيش في زمن الأماني
ويرتضي بالأحلام مهربا من واقعه
يبتسم لها كأنها الحقيقة
ويؤمن أن يوما ما ستتحقق
وأن غدا دائما أفضل من اليوم وأمس

ليست هناك تعليقات:

  الروح الغاضبة للتنين