تتدفق أشعة الشمس عبر الزجاج
لترمي بدفئها في أحضان المتعبين
وتتعالى أصوات الرياح المندفعة من أطراف النافذة
التي لا يمكن أبدا إحكام إغلاقها
تماما ككل قضايانا العالقة التي لا نحكم إغلاق ملفاتها
في زاوية شبه مظلمة
يقبع فؤاد أحد المنسيين
الذي تجاوزه الزمن منذ دهر
يزيح راسه ذات اليمين وذات اليسار
كمن يبحث عن صورة اختزلتها الذاكرة
على هيئة لوحة مجسدة ثلاثية الأبعاد
يعض على شفتيه كمن يتذكر فقيدا
أو ذكرى مؤلمة تبعث على الشقاء
تلتف ساقه اليمنى على اليسرى
ويداه معقوفتان على ذلك الفؤاد
يخشى أن يقفز من صدره هاربا نحو المجهول
أو ربما المعلوم
حرارة الشمس لم تصل بعد
ولم تدفء زاوية الانتظار
والبرودة تلعق أطراف الفؤاد المحطم
كان رجلا عادي
ايعيش في زمن الأماني
ويرتضي بالأحلام مهربا من واقعه
يبتسم لها كأنها الحقيقة
ويؤمن أن يوما ما ستتحقق
وأن غدا دائما أفضل من اليوم وأمس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق