19‏/07‏/2008

امسك يدي

أمســـــك يـــدي

(1)

أهكذا الدنيا تراءت لي !!
مهزوزة متعرجة التضاريس
لا تقف أبدا
نقاط من النورتلفني وترقص حولي
وكأن الدنيا تفرح بي
وتتمايل طربا
أمسك يدي
فأنا أسقط نحو هاوية الضياع
نحو بوادر الانقطاع
عن عالم ما عاد يعنيني
عن عوالم ما عادت تغنيني
عن حياة كانت لغيري
وأصبحت لغيري
امسك يدي

فأنا ريشة في مهب الريح
تتناقلني أخبار عاجلة
بين تصريح وتصريح
أعاني وأعاني
امسك يدي

فما عادت الألوان تفهمني
وزرقة البحر تلاشت
والطيور المهاجرة ابتعدت وغابت
وعيوني ما زالت ترقص
فامسك يدي

زائغة البصر أنا
متعبة
منهكة
الدهر أضناني بشوقي
وابكاني بقهري
وتول إذلالي
فامسك بيدي

يا أبت هلا تعو
ديا أمي هلا تبكيني
يا أخي هلا تنجدني
من منكم يعلم مصيري
بين أنقاض وبين أكوا
ممن ورق من عرق
من دم ومن ماء
فامسك بيدي

فأنا ما زلت أنا
وأنت ما زلت أنت
والعالم تغير كما تغير العالم

(2)

لا تعجب
فالقمر رحل الى غير رجعة
وليالينا ما عادت تضيء كما كانت دائما
وسقطت الأقنعة
وسقطت روحي
امسك يدي مرة أخرى
لعلني استيقظ
أو ارحل
أو أغيب
في بيادر القمح
وتحت أشجار اللوز
وفي البساتين
وعمق البحار
امسك يدي مرة أخرى
حتى لا أغيب
عن ذاكرة الأجيال
عن أجندة الرجال
عن الأقلام
وعن الصور
عن الذكريات
وعن الهمسات
امسك يدي مرة أخرى
فربما أعود إليك
كما كنت يوما
شهية
بهية
معدية بحبي وجنوني
معدية بصمتي وسكوني
قاتلة
عاشقة
امسك يدي مرة أخرى
حتى يتدفق الدم في عروقي
وأشهق مرة أخيرة
وأحس بالهواء
يهز وجداني
وتقاسيم وجهي
تعبر عن كياني
فأكون لك مرة أخرى
حلاوة اللقاء
وشقاوة المساء
وإطلالة الفجر الجديد
فلا ترحل وابق
وامسك يدي مرة أخرى

ليست هناك تعليقات:

  الروح الغاضبة للتنين