20‏/07‏/2008

عشق التفاصيل

لا أعرف الكتابة عندما أكون قادرة على الفرح ...
فالحزن هو الذي يبعث الكلمات من قواريرها
ويندي صفحاتي البيضاء بعيق العشق ...
الحزن الدفين الآسر يعرف كيف يهرب من وجه القدر ليحط على اللوحة ألوانه المبعثرة ...
تقتلني ماهية الأشياء .. عبقها .. رائحتها ... تزكم أنفي حد النفور .. حد الجنون ...
لا أعرف لماذا أحاول دائما سبر غور الأعماق .. ومعرفة التفاصيل !
بل تفاصيل التفاصيل !
أعشقها .. تثيرني ... تبعثني من جديد
أحيانا أكره ذاتي لشدة وكثرة التفاصيل، لا يهمني العنوان ولا القائل ولكن يهمني ماذا يقول ولماذا وكيف !!
يهمني أن أعرف أكثر عن شيء أقل
عن كلمة واحدة لها آلاف المعاني
أحمل المعاني أكثر مما تحتمل رغبة مني وأمنية في أن تكون كذلك
عندما استنشق رائحة الحبر المخضرم على أوراق باليه ... ارسم صورا في مخيلتي ..
للقائل ... لتعابير وجهه ... للغة جسده الماثل أمامي ...
أفكر مليا في شعوره .. في أحلامه .. وأمنياته
في العرق المنساب على جبينه
أمعن النظر على أر صور مخيلته
وأحلامه تتجسد ... تبوح بكل ما هو جارح وقاتل
تبوح بكل ما هو محرم ومرغوب
تبوح بأسراره ودواخله
أركز باهتمام أكبر وأشد على يدي وأسناني ... علني أركز على الصورة أكثر
فأرى أبعد مما يرى
لكن الغمامة السوداء لا تلبث أن تقف حاجزا أمامي
فانصاع لرغبتها في العودة الى أصل الأشياء ورائحتها
وأجلس ... بعد تعب
أتهافت وأترنح وأرقب الأضواء الخافتة
وعندها فقط أعلم تماما إنني أعلم
إنني قد عرفت كل التفاصيل لأنها ها هنا ...
محفورة في الذاكرة ... منحوتة
وأراها ممتدة أمامي كشريط مصور
أتيقن بعدها أنني قد بلغت مناي وعرفت كل شيء

ليست هناك تعليقات:

  الروح الغاضبة للتنين