25‏/11‏/2008

مغلق حتى إشعار آخر

ممنوع الاقتراب
من بوابات القلب
فهو مغلق للتجديد والإصلاح
قد أعطبه طول العشق
وأزمنة الانتظار
فما عاد ينبض للبسمات
وما عاد يقبل الدعوات
نعتذر عن هذا أعزائي
فالقلب ليس من شيمه التفكير
وليس من عادته التوقف
لحظة عن المسير
ولكن سعيه الحثيث للحب
خلف فيه العديد من الثقوب
فأدركه الوقت
فما استطاع النهوض من جديد
نعتذر عن هذا أعزائي
فالقلب ليس مكانا للهو واللعب
وليس ساحة للقتال
فإن كان هنالك معركة
فرجاء الابتعاد
فكثرة الإعياء وتعاقب الغدر
قد أثر في قدرته على الإدراك
وعلى التمييز بين الحبيب
والحبيب
فعذرا ...
عودوا بعد ردح من الزمن
أولا تعودوا
لأن هذا القلب قرر أن يبق
مغلقا حتى إشعار آخر
بعد طول تفكير وعناء

لا تعجب

صدق أو لا تصدق
فأنت محور الكون
تدور أفكاري في فلكك
وتدور أحلامي حول ذاتك
وتتمحور خطاباتي
بياء المناداة الخاصة بك
مهما حاولت ومهما سعيت
أغتاب ذاتي عندما أناجيك
وأغتال روحي عندما أنتظر
عودتك
تدور حياتي في فلك رضاك
وتقوم قواعدي على أساس
ابتسامتك
رغباتك أوامري وأحلامك هواجسي
وقراءاتك أفكاري
وأفكارك تعاليمي
وأحزانك ميتمي
ومرضك فرصة لطعني بخنجر الغدر
لا تظن أن هذا كثير عليك
إن قلت لك
أن الأكوان كلها
أنت محورها
لأنك سيدي
وأنا سيدة هذا الكون
فلا تعجب

20‏/11‏/2008

رواية

على قارعة الطريق
ريحانة
تبث أريجها كلما هب نسيم
البحر
تتمايل زهراتها
معلنة ابتداء الليل
هذا الزائر اليومي
لتفاصيل حياتي المنفية
يشبعها بلون واحد
مهما حاولت محوه
يبقى هناك معلنا انتصاره
تبدأ أول خطواتي في العتمة
بكابوس أراه للمرة المئة
وبكوب من القهوة
هو ذاته منذ عشرين عاما
وتفاصيل صغيرة من قصاصات
الجرائد
وأخبار عن هموم الشعوب
ومآسي الإنسانية
وتنساب الصور
من فتحات الشباك
كهبات باردة مثلجة
يقشعر لها بدني لحظة
ثم ما ألبث أن أدفأ
بجوار رواية
بدأت
ولكن خاتمتها ليست قريبة
لأن الرواية من تأليفي
ومن بطولة الحب
فكيف للحب أن يكون خاتمة !!

لاتقف أبدا ...

في زمن تعذر فيه الوفاء
وقلت فيه الحيلة
وتنامت على منابته
أشواك القهر
وترعرعت بجنباته
حشائش الظلم
تأتي كما الحلم
كما السحاب في أواخر أيلول
مبشرا ونذيرا
تتعال في سمائك وتترفع
لا غروراولا مجونا
ولكن ترفعا عن الصغائر
تتهادى بين أقرانك
ليس كمثلك أحد
وترنو الى كتابك
كمن يغازل الحبيب
عرفتك صديقا وعرفتك صدوقا
لكنني لم أعرفك أكثر
كإنسان
أصابته سهام الجهل في مقتل
وطعنته حروب الغدر
فأفقدته الرشد والصواب
ترفق بذاتك يا معذبي
فليس بعد الفراق
إلا الفراق
فلا الزمان يدرك الوقت
ولا الوقت يدرك المكان
فلا تقف أبداعلى قارعة الأزمان

18‏/11‏/2008

أخطائي

زدني من هذا الغرام ما استطعت
فما حياتي إلا ومضة
وأعدني الى البدايات
حيث كانت الحياة في بدايتها
أعدني الى طفولة تناهت الى مسامعي
تنهبداتها
وصرخاتها
وصخبها
أعدني الى مدرسة ما تعودت أبدا
أن أحفظ طريقها
وأحفظ أنشودتها
أعدني الى ساحة كنت أجري فيها
خلف فراشة كنت أظنها صديقتي
تبتعد عني لتزور نورا منبعثا من نافذتي
وعندما حاولت التقاطها
احترقت
أعدني الى زهرة زرعتها بباب البيت
وأسقيتها وأسقيتها
حتى غمرها الماء
ظنا مني "هكذا يكون"
لكنها بعد يومين
ماتت
أعدني الى بيارة كانت تشرف على نهر
نهر صنعه والدي بمهارة رسام
صاغ حدوده ورسم حوافه
وعندما فتح القناة لينساب الماء إليها
جلست لا أفهم كيف لا يجف النهر ولا يفيض
وعندما أعلنني مسؤولة عنه
فتحت النهر لأسبوع
ففاض
وغرقت البيارة
أعدني الى أخطائي
لأنني عندما كبرت
لم تكبر أخطائي معي
بل رحلت

13‏/11‏/2008

الموت ...!!

أيها الموت
كم اقتربنا من التلاق !
أهو الخوف !
ورهبة اللقاء !
أم نزعة الحياة الى الحياة
حلمت بك طويلا
في سواد الليالي
وتمنيت لقياك
في عتمة الأيام
وأحيانا ...
أكفر بك ولا أصدق وجودك
ادعاءا مني
ورغبة في الخلود
كيف سيكون اللقاء !
وهل سأدعي البطولة في
لحظة ألم !
لن تكون الشكوى ... رحيلي
ولكن رحيل من أحب عن عيوني
فعندما يغمض هذا الجفن
لن أراهم ثانية
ولكن هل سيرونني !
في أحلامهم .. في خيالاتهم !
أم أنني سأرحل معك
ولن يبق مني
لا جسد
ولا ذكرى!!
فقط ...
امرأة عبرت الى الشط الآخر
ونسيت أن تترك آثار
أقدامها

12‏/11‏/2008

ظل شارد

تتبعني الذكريات
كظل شارد عن صاحبه
أرمقها بطرف العين
فتهرب خوفا
لعلني سأزيل الستار عن خجلها
عن كبريائها
فأرى الدموع مسكوبة
وأرى الصور الباهتة
التي مازالت تحتفظ برائحة العشق
وطعم الحب في ساعة الذروة
تتهافت الصور على الرحيل
وأتهافت لالتقطها
لعلني في لحظة صمت
أودعها الأبدية
وأبقيها صامدة نحو الخلود
أيها الظل هلا توقفت قليلا !!
دعني أحبسك في لحظة من الزمن .. اشتهيها
لعل وعسى ...
تعود
وأعود إليك
ونبق هناك الى الأبد
كما كنا دائما
إنسانة وظلها
الذي لم يرحل بعد
ولن يرحل أبدا
توقف لحظة
علني أعلنها ساعة الخلود

  الروح الغاضبة للتنين