18‏/11‏/2008

أخطائي

زدني من هذا الغرام ما استطعت
فما حياتي إلا ومضة
وأعدني الى البدايات
حيث كانت الحياة في بدايتها
أعدني الى طفولة تناهت الى مسامعي
تنهبداتها
وصرخاتها
وصخبها
أعدني الى مدرسة ما تعودت أبدا
أن أحفظ طريقها
وأحفظ أنشودتها
أعدني الى ساحة كنت أجري فيها
خلف فراشة كنت أظنها صديقتي
تبتعد عني لتزور نورا منبعثا من نافذتي
وعندما حاولت التقاطها
احترقت
أعدني الى زهرة زرعتها بباب البيت
وأسقيتها وأسقيتها
حتى غمرها الماء
ظنا مني "هكذا يكون"
لكنها بعد يومين
ماتت
أعدني الى بيارة كانت تشرف على نهر
نهر صنعه والدي بمهارة رسام
صاغ حدوده ورسم حوافه
وعندما فتح القناة لينساب الماء إليها
جلست لا أفهم كيف لا يجف النهر ولا يفيض
وعندما أعلنني مسؤولة عنه
فتحت النهر لأسبوع
ففاض
وغرقت البيارة
أعدني الى أخطائي
لأنني عندما كبرت
لم تكبر أخطائي معي
بل رحلت

ليست هناك تعليقات:

  الروح الغاضبة للتنين