21‏/07‏/2008

عربيـــة سمـــراء


( رسالة من الحبيب )

عندما كانت جبال الجليد تقطع سلاسل المرساة والليل يمتد ويخفي في تجاويفه استغاثات الغريق والموج الصاخب يتطاول على سارية الروح ليطفئ نارها
كان الوقت بليدا واللحظات خالية من اللحظات والصحراء تدفن في رمالها الموت أنينا أنينا والقلب يتسرب من مسامات الروح حتى اختفى الاثنان
كان السقوط رخيصا
وخرائط الأوطان تصغر وتضمحل وتذوب في معادلة الاستهلاك ومجانية الموت وعبقرية الانتحار ....وكانت العصافير مجهدة بحبات المطر وتفتش عن شجيرات تنقش على أغصانها ذكريات الألم
ولكن القحط طوقت يداه أعناق البساتين
وقبضة الريح تدك أسوار المدينة وقد لفها الضباب وكانت وجوه البيوت متعبة يبللها عرق السنين
وتجاعيد الزمن .....
وبينما جلس القلب على مقعد النسيان ينتظر الحافلة
كان يشهد البدر والمحاق والعرجون القديم وزهر اللوز وحصار آب وتمزق الغيم في تشرين
ويشتهي خمرة معصورة من شفاه الفجر
ليغسل بها آثام الليل وشبق العيون
كنت كما قيثارة تتنهد
وشهية كتفاحة متألقة كنجمة تهتدي بها قوافل المسافات الطويلة
لم يكن في الليل سوى عيناك تشعل دفئه دمعات سالت كما نهر الحقيقة
ولم يكن في زمن الحزن إلا رموشك يبلهما ندى من الفرح العتيق ....فالتحفتهما ونمتو
غبت في غياهب الحلم وسحبت ذاكرتي من تحت مقصلة هذا العصر الجديد وسرت في زحمة الرصيف
ملوحا بالقلب في وجه الشمس ولا أرى سواك
الحقيقة في زمن التزييف
الخلود في شوارع مؤقته
ومئذنة ماء في امتداد السراب
عربية سمراء
عربية سمراء
تخبئ في عيونها الوطن
في عالم تتبدل فيه الخرائط

ليست هناك تعليقات:

  الروح الغاضبة للتنين