19‏/07‏/2008

لحظة وداع...

لحظـــة وداع

في ذات المكان البعيد وقريبا من فراشات المساء
يتوهج الدمع تحت أنوار الدهر
يقترب من النحيب
أشجار من الشجن تدنو بأغصانها
فتحيك قصة ألم مرتبك
تداعت أعمدة الزمان
وسقطت السماء كِسَفاً كِسَفاً
كقطع من بلور
سقطت فوق مقلتي فأدمتهما
وحبات المطر بين راحت
يساخنة ... مجعدة يعتريها الهلع
ودوي القلب يُسمع عبر الفضاء صاخبا
عناق كان ولا يزال صامدا في وجه النوى
أذكره ومضةً .... فهل حقاً كان !!
تباعدت أيادينا برهة فسقط اللب في هاوية الحرمان مشتعلا ... مخلفا سحبا من دخان
ضبابية هي الذكرى
تموج صورها ... باهتة
أليمة هي الذكرى تحرق بلهيبها أضلعي
قبضت على الأنامل رغبة ورهبة
وتحسست بها ملامح وجهي
ذهلت من نقوش الزمن عليه تارة
وعلى أنامله تارة أخرى"
وداعا حبيبتي " ...
كلمة بل كلمات نقشت في الذاكرة
كم يصعب ابتلاع الصبار دون تقشير !
وكم تموت الكلمات ... عند الاختصار !
تبعتك خيالاتي نحو باحة الانتظاروتعرت مشاعري
فكان الاحتضار
في حضرة الوداع
مشينا كلٌ في اتجاه
نحو عوالم مختلفة .. متباعدة
نحو الانسلاخ
سقطت بعدها أدمعي بحورا
وملأت كؤوس الشوق بالمـُنى
رحل الحبيب فجأة
في غابة يلفها الصمت
في وداع لم نتحضر له جيدا
كنا نظنه بعيدا
بعيدا .. في آخر الصحراء
فلم نحس به حين اندس بين خلايانا في اللقاء الأول
ولم نشعر به وهو ينساب في مجرى الدم
ولكنا كنا نراه أحيانا
ذائبا في صدى الصوت
ولما كبر وشب عن الطوق
جاء كوداع أخير
فقتل الوقت .. وأضاع اللُب
وحصد الموت
فكان الوداع بلا وداع
وداع يشبه في سرعته
وفي مرارته ،، وفي ريبته ... يشبه الموت
وداعا .. وداع

ليست هناك تعليقات:

  الروح الغاضبة للتنين