ابحثي عن ذاتك واسطري نتيجة البحث حروفا معطرة ...لعلها تكون شمعة تنير درب الآخرين
04/07/2020
الشروق .. ليس لأحد
رائد أخي الاكبر، كبير العائلة كما يحلو لأمي مناداته، يكبرني بأربع سنوات عجاف، كان خلالها الآمر الناهي وسيد البيت الصغير، مدلل أمّي ورفيق درب والدي، أربع سنوات من العيش الرغيد حتى جئت أنا، مصيبته الكبرى كما كان يدعوني. فمنذ لحظة ولادتي خطفت أنظار أبي وقلبه، سرقته من زوجته وابنه البكر. لم أقصد ذلك أبدا، ولكن أحيانا لا يهم ما هو قصدك المهم النتيجة. ورغم قدوم محمد بعد ذلك بعامين، إلا أنه لم يحظ إلاّ بالقليل من كلا الطرفين. صحيح أنه آخر العنقود، لكنه جاء كغلطة غير مقصودة، هكذا صارح والدي محمد في ليلة تشرينية حين سأله عن سبب جفائه.
يزيد عن المتر وثمانين سم قليلا، ممتلئ الجسد وذو عضلات لافتة للنظر. يملك أنامل والدي العريضة وعيون أمي. حنطي البشرة، وذا وجه شبه دائري لم يكتمل تماما، وذقن مدببة صغيرة توحي لك بمدى دهائه.
فتيات القرية كنّ جميعا يتنازعن حوله وعليه، فقد كان مرغوبا بشدة، وللأسف استغلّ رائد هذه المشاعر النبيلة لمعظم الفتيات، فلم تسلم منه إلاّ من رحم ربّي. فكسر قلوبا وحطّمها، واستغلّ سمعتنا الطيبة في تحطيم سمعة العديد منهن، حتى أقدمت "حياه" على محاولة الانتحار بسببه، فقام ذووها بإدخالها مصحة نفسية، لم تخرج منها للآن.
رغم ذلك لم تكف عزيمتي، ولم أتوقف من يومها عن طرح الأسئلة الأكثر استفزازا، وخاصة في المواضيع التي تمس قلبي وعقلي. كان هذا أسلوبي في التحرر من القوالب الجاهزة والإجابات المريحة. خرجت من المنطقة الآمنة ذلك اليوم ولم أرجع إليها أبدا.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
الروح الغاضبة للتنين

-
9/8/2016 (3) ر غم مقتي الشديد لرائحة الأدوية وخاصة المخدّر، إلا أنني أصبحت طبيبة، دكتورة كما ينادونني. دكتورة في علم الأورام، أو كما تسمّيه ...
-
عندما يمسك الجسد بتلابيب الروح وتتعالى صيحاته في الجنبات تتصدع الأزمنة وتترامى الآهات على الطرقات كم من سبيل الى الحياة!! قالوا في ال...
-
كيف لنا أن نقترب أكثر وقد كنا ذات يوم رمشين لعين واحدة نحرسها من وخزات الدهر ونغلفها باليقين كيف لنا أن نقترب أكثر وقد تشاطرنا الحلم كمن ي...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق